بسم الله الرحمن الرحيم
هذه فائدة تشتمل على مقدمة وتقسيم وخاتمة [ المقدمة ] اللفظ قد يوضع لمشخص بعينه
بسم
الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف
الانبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول كثير المساوى
مفتاح بن مأمون بن عبد الله المرتى غفر الله لهم ولوالديهم ومشايخهم
واحبائهم آمين هذه تقريرات شريفة على رسالة الوضع جمعتها للقاصرين امثالى
تبصرة ولعلها تكون للمنتهين من الافاضل تذكرة وليس لى فى ذلك الا مجرد
النقل من كتب العلماء الاعلام ومن تقريرات المشايخ الكرام فما كان فيها من
صواب فمنسوب الى هؤلاء وما كان من عيب او خطأ فمن ذهنى الكليل والمرجو ممن
اطلع عليها بعين الانصاف ان يصلح ما هو متعين الخطأ الى ما هو الحق والصواب
بعد التحقيق والثبات ويعذرنى فى ذلك اذهى بضاعة الفقير الضعيف والله اسأل
وبنبيه الكريم اتوسل ان ينفع بها النفع العميم كما نفع باصولها آمين وهذا
اوان الشروع (قوله بسم الله الرحمن الرحيم) افتتح كتابه بالبسملة اقتداء
بالكتاب العزيز وامتثالا بحديث البسملة وجريا على سنن السلف الصالح اهـ
تلخيص الاساس (قوله هذه) اى المؤلفة الحاضرة فى الذهن اهـ تخفة الاخوان
واسماء الاشارة قد تستعمل فى الامور المعقولة وان كان وضعها للامور
المحسوسة اهـ فيض القدير (قوله فائدة) اطلق الفائدة على مؤلفه مع اشتماله
على فوائد اشارة الى ان تلك الفوائد التى اشتمل عليها مؤلفه لقرب تناولها
وشدة ارتباط بعض ببعض كالشىء الواحد اهـ الدسوقى والفائدة ما استفدته من
علم او مال اهـ المختار الصحاح (قوله تشتمل على مقدمة وتقسيم وخاتمة)
والتقسيم هو المقصود من هذه الرسالة والمقدمة ما يتعلق بالمقصود تعلق
السابق باللاحق والخاتمة ما يتعلق بالمقصود تعلق اللاحق بالسابق افاده فى
الشرح (قوله المقدمة)مبتداء خبره محذوف اى هذا الذى نشرع فيه او بالعكس اهـ
شرح واعلم انه اذا احتمل المقام حذف المبتداء او الخبر فاختلف فى الاولى
بجعله محذوفا فذهب بعضهم الى ان الاولى جعل المحذوف هو الخبر وجعل المذكور
هو المبتداء لان المبتداء هو الركن الاعظم من ركنى الاسناد فلاينبغى حذفه
وذهب بعضهم الى ان الاولى جعل المحذوف هو المبتداء وابقاء الخبر لانه هو
المقصود بالافادة اهـ الدسوقى والمقدمة لغة اول الشيء واما فى الاصطلاح
فلها معان الاول والثانى فى اوائل الكتب ما يتوقف عليه الشروع فى العلم
ويقال لها مقدمة علم وما يذكر قبل المقصود لارتباط به ويقال لها مقدمة كتاب
والثالث والرابع فى المباحث المنطقية قضية جعلت جزء القياس او جزء الدليل
والخامس فى المباحث الآدابية ما يتوقف عليها صحة الدليل سواء كان جزء
الدليل او امرا خارجا عنه كالشرائط اهـ منهل الافادة (قوله اللفظ قد يوضع)
الوضع لغة جعل الشيء فى موضع واصطلاحا مشترك بين اثنين احدهما تعيين الشىء
بإزاء المعنى وعلى هذا فالمجاز موضوع لمعناه المجازى وثانيهما تعيين الشيء
بإزاء معناه للدلالة عليه بنفسه وعلى هذا لاوضع للمجاز فان تعيينه للدلالة
عليه بقرينة لابنفسه اهـ الحفناوى (قوله لمشخص) اى معين اهـ الدسوقى (قوله
بعينه) اى باعتبار تعقله بعينه اهـ شرح اى لاباعتبار تعقله بأمر عام اهـ
الدسوقى ويسمى هذا الوضع وضعا خاصا لموضوع له خاص اهـ شرح وذلك اى اللفظ
الموضوع لمشخص بعينه مثل الاعلام اهـ شيخنا
وقد يوضع له باعتبار أمر عام وذلك
بأن يتعقل أمر مشترك بين مشخصات ثم يقال هذا اللفظ موضوع لكل واحد من هذه
المشخصات بخصوصه بحيث لايفهم ولايفاد منه الا واحد بخصوصه دون القدر
المشترك فتعقل ذلك المشترك آلة للوضع لا انه الموضوع له فالوضع كلى
والموضوع له مشخص وذلك مثل اسم الاشارة فان هذا مثلا موضوعة ومسماه المشار
اليه المشخص بحيث لايقبل الشركة
(قوله
وقد يوضع له) الضمير المجرور لمشخص بقطع النظر عن قيده فالمراد جنس المشخص
والا فالموضوع له فى هذاالقسم افراد كثيرة اهـ الحفناوى (قوله باعتبار أمر
عام) اى باعتبار تعقله بامر عام
وهو الة الوضع اهـ الدسوقى وليس ذلك الامر العام موضوعا له ويسمى هذا
الوضع وضعا عاما لموضوع له خاص اهـ شرح (قوله وذلك) اى اللفظ الذى يوضع
لمشخص باعتبار امر عام اهـ الحفناوى (قوله بأن يتعقل أمر مشترك بين مشخصات)
مراد المصنف بالمشترك الامر العام الذى استوى معناه فى افراده اهـ الدسوقى
(قوله ثم يقال هذا اللفظ موضوع لكل واحد من هذه المشخصات بخصوصه بحيث
لايفهم ولايفاد منه واحد بخصوصه دون القدر المشترك) فانه غير مفاد وغير
مفهم من اللفظ اهـ الدسوقى (قوله فتعقل ذلك المشترك) مبتداء وقوله آلة خبره
وتعقل مصدر مضاف لمفعوله بعد حذف فاعله اى تعقل الواضع ذلك المشترك اهـ
الدسوقى (قوله آلة للوضع) اى وسيلة الى حصوله اهـ شرح (قوله لا انه) اى
المشترك اهـ شرح (قوله الموضوع له) اى وانما الموضوع له جزئياته اهـ الشيخح
يس (قوله فالوضع كلى) وصفه بالكلية من باب وصف الشيء بوصف آلته التى هى
سبب فيه لان آلته كلية واما هو باعتبار ذاته مع قطع النظر عما تضمنه من
تعدد الاوضاع فجزئى اهـ الدسوقى اما بالنظر لما تضمنه مماذكر فكلى ايضا اهـ
الحفناوى (قوله والموضوع له مشخص) اى معين اهـ الدسوقى (قوله وذلك) اى
اللفظ الموضوع لمشخص باعتبار امر عام اهـ شرح (قوله مثل اسم الاشارة فان
هذا مثلا موضوعة ومسماه) الواو للحال اهـ الدسوقى اى معناه اهـ شرح (قوله
المشار اليه المشخص) وال فى المشار اليه لاستغراق الافراد اى كل فرد من
افراد المشار اليه والقرينة على ان المراد بالمشار اليه كل فرد لامفهومه
وصفه بالمشخص اهـ الحفناوى (قوله بحيث لايقبل الشركة) تأكيد لما يستفاد من
المشخص اهـ شرح فالموضوع له فى لفظ هذا مثلا هو خالد وبكر وعمرو ونحو ذلك
من جزئيات المشار اليه وقد امكن الواضع ان يستحضر تلك الجزئيات تحت امر كلى
يلاحظه الواضع ويجعله آلة فى الوضع وهو فى مثالنا هذا مشار اليه مفرد مذكر
فالكلى المذكور ليس هو الموضوع له وانما الموضوع له جزئياته اهـ الشيخ يس
[
تنبيه ] ما هو من هذا القبيل لا يفيد التشخص الا بقرينة معينة لاستواء
نسبة الوضع الى المسميات [التقسيم] اللفظ مدلوله اما كلى او مشخص والاول
إما ذات وهو اسم الجنس او حدث وهو المصدر او نسبة بينهما وذلك اما ان تعتبر
من طرف الذات وهو المشتق او من طرف الحدث وهو الفعل
(قوله
تنبيه) هو لغة الدلالة على ما غفل عنه المخاطب اهـ الدسوقى واصطلاحا
يستعمل فى مقامين احدهما ان يكون الحكم المذكور بعده بديهيا اوليا والثانى
ان يكون معلوما من الكلام السابق اهـ شرح وههنا الحكم بديهى اولى ومعلوم من
الكلام السابق اهـ الحفناوى (قوله ما هو من هذا القبيل) والمراد بهذا
القبيل اللفظ الموضوع للمشخصـات باعتبار امر عام اهـ الدسوقى (قوله لايفيـد
التشخص) اى التعيين عـن بقية الافـراد الموضوع لها اهـ الدسوقى (قوله الا
بقرينة معينة) كالاشارة الحسية والعلم بالصلة والمتعلق والمجرور والتكلم
والخطاب وتقدم المرجع اهـ الدسوقى (قوله لاستـواء نسبة الوضع الى المسميات)
فى العبارة قلب والاصل لاستواء المسميات فى نسبة الوضع لان الاستواء انما
يكون فى متعدد اهـ الحفناوى (قوله التقسيم) مبتداء او خبر على ما مر اهـ
شرح (قوله اللفظ) وال فى اللفظ للعهد اهـ الدسوقى اى الموضوع اهـ شرح (قوله
مدلوله) اى المعنى الموضوع له اهـ شرح (قوله اما كلى او مشخص) ويسمى جزئيا
حقيقيا اهـ شرح قال فى رسالة الشمسية كل مفهوم فهو جزئى ان منع نفس تصوره
من وقوع الشركة وكلى ان لم يمنع اهـ (قوله والاول) اى اللفظ الذى مدلوله
كلى اهـ شرح ويسمى هذا الوضع وضعا عاما لموضوع له عام اهـ شيخنا (قوله إما
ذات) اى اما دال ذات اهـ الدسوقى (قوله وهو اسم الجنس) كأسد (قوله او حدث
وهو المصدر) كالضرب (قوله او نسبة بينهما) اطلق النسبة واراد بها المركب من
الذات والحدث اهـ الدسوقى (قوله وذلك) اى النسبة والتذكير باعتبار المذكور
اهـ شرح (قوله اما ان تعتبر) اى النسبة اهـ الدسوقى (قوله من طرف الذات)
اى بان تلاحظ الذات اولا ثم ينسب لها الحدث اهـ الدسوقى (قوله وهو المشتق)
فالمشتق موضوع بازاء ذات وحدث لكن الذات ملاحظة للواضع اولا ثم ينسب لها
الحدث اهـ الدسوقى (قوله او من طرف الحدث) اى بان يلاحظ الحدث اولا ثم ينسب
للذات اهـ الدسوقى (قوله وهو الفعل) فالفعل موضوع بازاء الذات وحدث لكن
الحدث ملاحظة للواضع اولا ثم ينسب للذات اهـ شيخنا واعلم ان ما ذكره المصنف
من ان الفعل من اقسام الكلى طريقة والتحقيق ان الانقسام الى الكلى والجزئى
من خواص الاسم ولايجرى ذلك فى الفعل والحرف اهـ الدسوقى (قوله والثانى) اى
اللفظ الموضوع لمعنى مشخص اهـ شرح مبتداء خبر محذوف اى قسمان اهـ الدسوقى
(قوله فالوضع) وال عوض عن المضاف اليه اى فوضع اللفظ لذلك المشخص اهـ شرح
(قوله اما مشخص ايضا) اى كما ان الموضوع له مشخص اهـ الدسوقى بان يكون
الموضوع له مشخصا واحدا لوحظ بخصوصه اهـ شرح (قوله او كلى) اى عام بان يكون
الموضوع له كل فرد من مشخصات لوحظت اجمالا بامر كلى يعمها صدقا اهـ شرح
(قوله والاول) اى اللفظ الموضوع لمشخص وضعا عاما اهـ شرح (قوله العلم) اى
الشخصى اما العلم الجنسى فخارج عن مورد القسمة اهـ شرح وهو اللفظ الموضوع
لمشخص اذ معناه كلى وهو الماهية اهـ الدسوقى
والثانى
فالوضع اما مشخص ايضا او كلى والاول العلم والثانى مدلوله اما ان يكون
معنى فى غيره يتعين بانضمام ذلك الغير اليه وهو الحرف اولا فالقرينة ان
كانت فى الخطاب فالضمير وان كانت فى غيره فاما حسية وهو اسم الاشارة او
عقلية وهو الموصول
(قوله
والثانى) اى اللفظ الموضوع لمشخص وضعا عاما اهـ شرح (قوله مدلوله) اى
المعنى الموضوع له اهـ شرح (قوله اما ان يكون معنى فى غيره) والمـراد
بالغير المتعلق اعنى العامل والمجرور اهـ الدسوقى اى حاصلا فى متعلقه اهـ
شرح (قوله يتعين بانضمام ذلك الغير اليه) المراد بالتعين الحصول اهـ
الحفناوى اى بمعنى انه لايحصل فى الذهن ولا فى الخارج بنفسه بل يتحقق
بانضمام متعلقه اليه اهـ شرح (قوله وهو الحرف) اى اللفظ الموضوع لمشخص وضعا
عاما الذى مدلوله معنى فى غيره يتعين بانضمام ذلك الغير اليه هو الحرف اهـ
الدسوقى (قوله اولا) اى اولا يكون كذلك بان يكون معنى حاصلا فى نفسه اى
متحصلا بدون انضمام امر اليه اهـ شرح (قوله فالقرينة ان كانت فى الخطاب)
يعنى المخاطبة التى هى توجيه الكلام للغير للافهام وليس المراد بالخطاب ما
قابل التكلم والغيبة لقصوره وعدم تناوله لضمير المتكلم والغائب اهـ الدسوقى
(قوله فالضمير) كأنا وانت وهو اهـ شرح (قوله وان كانت فى غيره) اى غير
الخطاب اهـ شرح (قوله فاما حسية) اى فهى اما اشارة حسية اهـ الدسوقى (قوله
وهو اسم الاشارة) كهذا وذلك اهـ شرح (قوله او عقلية) اى اشارة عقلية اى امر
معنوى يدرك بالعقل اهـ (قوله وهو الموصول) كالذى والتى اهـ شرح
[
الخاتمة ] تشتمل على تنبيهات [ الاول ] الثلاثة مشتركة فى ان مدلولاتها
ليست معانى فى غيرهـا وان كـانت تتحصل بالغير فهى اسمـاء لاحروف [ الثانى ]
الاشارة العقلية لا تفيد التشخص فان تقييد الكلى بالكلى لايفيد الجزئية
بخلاف قرينة الخطاب والحس فلذلك كانا جزئيين وهذا كليا
(قوله
الخاتمة) مبتداء محذوف الخبر اى الخاتمة هذه التى نذكرها او بالعكس اهـ
شرح (قوله تشتمل على تنبيهات) ولما كان ما فيها من الاحكام علم مما تقدم
اطلق التنبيهات عليها اهـ شرح (قوله الاول) اى التنبيه الاول اهـ شرح
مبتداء خبره محذوف اى هذا الذى نشرع فيه اهـ الدسوقى (قوله الثلاثة) اى
الضمير واسم الاشارة والموصول اهـ شرح (قوله مشتركة) بكسر الراء اهـ
الدسوقى (قوله فى ان مدلولاتها ليست معانى فى غيرها) اى حاصلة فى غيرها
وبذلك امتازت عن الحرف بعد مشاركتها له فى الوضع لمشخصات باعتبار امر عام
اهـ الحفناوى (قوله وان كانت تتحصل بالغير) اى بانضمام قرينة اليها من
الخطاب والاشارة حسا او عقلا افاده فى الشرح والمراد بالتحصيل بالغير
التعيين والتمييز به لا التحقق والوجود الذهنى به اهـ الدسوقى وبذلك يندفع
ما قيل اذا لم تحصل تلك المعانى الا بالغير لزم ان تكون معانى فى غيرها
كالحرف لان معناه انما كان فى غيره لانه لايحصل الا بالغير اهـ الحفناوى
(قوله فهى اسماء) الفاء للتفريع اى اذا كانت معانيها ليست فى غيرها بل فى
نفسها فهى اسماء افاده فى الشرح (قوله لاحروف) اى ولا افعال لما تقدم اهـ
الدسوقى (قوله الثانى الاشارة العقلية) اى التى هى قرينة الموصول وهى الصلة
اهـ الدسوقى (قوله لاتفيد التشخص) اى الجزئية اى ما يمتنع فيه الشركة هذا
مع قطع النظر عن الانحصار الخارجى افاده فى الشرح واما لو نظر للصلة مع
انحصارها خارجا فى الموصول كان المفهوم منه مشخصا اهـ الدسوقى فالقرينة
المفيدة للتشخص فى الموصول هى مجموع الصلة والانحصار الخارجى افاده الدسوقى
(قوله فان تقييد الكلى بالكلى لايفيد الجزئية) اى ما تمتـنع فيه الشركة
افاده فى الشرح (قوله بخلاف قرينة الخطاب والحس) اى الاشارة الحسية فان كلا
منهما يفيد التشخص فيفهم السامع منها ما يمتنع فيه الشركة اهـ شرح (قوله
فلذلك كانا) اى الضمير واسم الاشارة اهـ شرح (قوله جزئيين وهذا) اى الموصول
(قوله كليا) فى وصف اللفظ بالجزئية والكلية تجوز من وصف المدلول بوصف
الدال لان الذى يوصف بهما حقيقة انما هو المعنى اهـ الدسوقى وفى كون
الموصول كليا بحث حاصله ان المصنف تقـدم له فى التقسيم ان الموصول موضوع
لمشخص فكيف يجعله هنا كليا اهـ الحفناوى اللهم الا ان يقال المراد ان
الموصول عد كليا نظرا الى القرينة الظاهرية فان الظاهر والمتبادر من قرينة
الموصول انها الاشارة العقلية وهى الصلة دون الانحصار الخارجى وان كان فى
الواقع انها مجموع الامرين افاده الدسوقى
[
الثالث ] علمت من هذا الفرق بين العلم والمضمر وفساد تقسيم الجزئى اليهما
دون اسم الاشارة ظنا ان ذلك موضوع لامر عام يتعين بقرينة الاشارة الحسية
ومدلول الضمير بالوضـع [ الرابع ] تبين لك من هذا ان معنى قول النحاة ان
الحرف ما يدل على معنى فى غيره انه لايستقل بالمفهومية بخلاف الاسم والفعل
(قوله
الثالث علمت من هذا) اى مما سبق فى مباحث التقسيم اهـ شرح (قوله الفرق بين
العلم والمضمر) اى حيث صرح بخصوص المعنى والوضع فى العلم وتعدد المعنى
وعموم الوضع فى المضمر اهـ شرح (قوله وفساد تقسيم الجزئى اليهما دون اسم
الاشارة) وكما علم فساده بالنسبة لا خراج اسم الاشارة علم فساده بالنسبة لا
خراج الموصول وقد يعتذر عن عدم ذكر الموصول بحكمه عليه فى التنبيه الثانى
بانه كلى وعليه فلا يكون التقسيم بالنسبة الى اخراجه فاسدا اهـ الدسوقى
(قوله ظنا ان ذلك) اى اسم الاشارة اهـ شرح (قوله موضوع لامر عام يتعين) اى
اسم الاشارة اى مدلوله اذا المتعين بالقرينة انما هو المدلول لا اللفظ اهـ
الحفناوى (قوله ومدلول الضمير بالوضع) اى يتعين بمقتضى الوضع اهـ شيخنا
والحاصل انهم ظنوا امرين احدهما ان اسم الاشارة موضوع للقدر المشترك
والضمير للجزئيات وثانيهما ان التعيين فى الاول مستفاد من القرينة وفى
الثانى بمقتضى الوضع افاده الحفناوى ووجه الفساد ما مر من ان التعيين فيه
ايضا وضعى كالعلم والمضمر اهـ شرح (قوله الرابع تبين لك من هذا) اى مما سبق
من مباحث التقسيم اهـ شرح (قوله ان معنى قول النحاة ان الحرف ما يدل على
معنى فى غيره انه لايستقل بالمفهومية) اى معنى الحرف لايستقل بفهمه من لفظ
الحرف الموضوع له بل لابد من انضمام المتعلق اليه اهـ الدسوقى اى وليس
معناه ان معنى الحرف ثابت فى الغير الذى هو المتعلق كما هو ظاهر العبارة
اهـ الحفناوى (قوله بخلاف الاسم والفعل) اى فان معنى الاسم بتمامه مستقل
بالمفهومية والفعل تمام معناه غير مستقل بالمفهومية لعدم استقلال جزء معناه
وهو النسبة والمركب من المستقل وغيره غير مستقل الا ان جزء معناه اعنى
الحدث مستقل بالمفهومية اهـ شرح ان قلت ان الزمان جزء معناه ايضا وهل هو
مستقل كالحدث او غير مستقل كالنسبة قلت هو كالنسبة فى انه اعتبر فى معنى
الفعل على انه قيد للحدث فهو غير مستقل بالمفهومية والحاصل ان الفعل يدل
على حدث واقع فى زمان كذا من فاعل فمعناه مركب من الحدث والزمان ونسبة
الحدث للفاعل فالحدث مستقل والزمان والنسبة غير مستقلين والمركب من المستقل
وغير المستقل غير مستقل اهـ الدسوقى
[
الخامس ] قد عرفت مما سبق من الفرق بين الفعل والمشتق ان ضاربا لايرد على
حد الفعل فانه ما دل على حدث ما ونسبة الى موضوع ما وزمانها
(قوله
الخامس قد عرفت مما سبق من الفرق بين الفعل والمشتق) من الاولى ابتدائية
والثانية بيانية اهـ الدسوقى وذلك الفرق هو ان المعتبر فى مفهوم الفعل اولا
الحدث وفى المشتق الذات اهـ شيخنا (قوله ان ضاربا) الاولى ان يقول انه
بالضمير العائــد على المشتق لان ما ذكـره لايخص ضاربا اهـ الحفناوى (قوله
لايرد على حد الفعل) اى الحد المشهور يين النحاة اهـ الحفناوى اى النحويون
حـدودا الفعل بانه ما دل على معنى فى نفسه مقترنا باحـد الازمـنة الثلاثة
واورد عليه ان ضاربا يصدق عليه هذا الحد وليس بفعل فالحد ليس بمانـع اى من
دخول الغير وهو المشتق فمما سبق من الفرق علم انه لايرد اهـ شرح (قوله
فانه) اى الفعل اهـ شرح (قوله ما دل على حدث ما ونسبة الى موضوع ما
وزمانها) اى ان المراد بقولهم فى تعريف الفعل مادل على معنى فى نفسه الحدث
ونسبته لفاعل ما فكأنه قيل ما دل على حدث منسوب لفاعل ما مقترنا باحد
الازمنة الثلاثة فباعتبار الحدث فى مفهومه اولا اندفع ايراد المشتق لانه ما
دل على ذات وحدث منسوب اليها فالمعتبر فى مفهومه اولا الذات بخلاف الفعل
فان المعتبر فى مفهومه اولا الحدث بقى شيء آخر وهو ان حد الفعل المذكور فى
كتب النحاة مزيد فيه قيد وضعا حيث قالوا ما دل على معنى فى نفسه مقترنا
باحد الازمنة الثلاثة وضعا وحينئذ لايرد ما ذكر لان هذا القيد مخرج للمشتق
لان دلالته على احد الازمنة الثلاثة بالالتزام اهـ الدسوقى
[
السادس ] ويعلم منه الفرق بين اسم الجنس وعلم الجنس فان علم الجنس كأسامة
وضع بجوهره للجنس المعين وان اسم الجنس كذئب واسد وضع لغير معين ثم جاء
التعيين من نحـو اللام
(قوله
السادس ويعلم منه) اى مما سبق فى التقسيم اهـ شرح (قوله الفرق بين اسم
الجنس وعلم الجنس) اى وان كانا يشتركان فى ان كلا منهما موضوع للماهية اهـ
شيخنا (قوله فان علم الجنس كأسامة وضع بجوهره) اى بذاته لا بامر خارج عنه
كاللام اهـ الحفناوى (قوله للجنس المعين) اى للماهية المعينة فى ذهن الواضع
فالمتبادر من عبارة المصنف ان التعيين الذهن جزء من مدلول علم الجنس وقيل
انه موضوع للماهية بقيد التعيين فالتعيين لابد منه فى علم الجنس وهل هو جزء
من الموضوع له او قيد خلاف اهـ الدسوقى (قوله وان اسم الجنس كذئب واسد وضع
لغير معين) اى للماهية التى لم يعتبر تعيينها فالماهية التى وضع لها اسم
الجنس معينة عند الواضع لكن ذلك التعيين ليس معتبرا جزأ من الموضوع له ولا
قيدا فى الوضع فهو حاصل غير المقصود بخلافه فى علم الجنس فانه معتبر فيه
على انه جزء او قيد على ما مر من الخلاف اهـ الدسوقى (قوله ثم جاء التعيين
من نحو اللام) اى للتعريف اهـ شرح ودخل تحت نحو الاضافة فانها كاللام فى
افادة التعيين اهـ الدسوقى قال الحفناوى الاحسن فى الفرق ما اشار اليه بعض
المحققين وهو ان اسم الجنس موضوع للماهية الكلية وعلم الجنس موضوع للماهية
الجزئية وهى الحاضرة فى نفس الواضع آن وضعه وهى فرد من افراد الماهية
الكلية التى هى مدلول اسم الجنس مثلا استحضر الواضع الماهية فى نفسه فان
وضع اللفظ لتلك الماهية الجزئية الحاضرة كان اللفظ علم جنس وان وضعه
للماهية الكلية التى تلك الماهية الحاضرة فى النفس فرد من افرادها كان
اللفظ اسم جنس وهو فرق ظاهر حقيق بالاعتماد عليه انتهى
[
السابع ] الموصول عكس الحرف فان الحرف يدل على معنى فى غيره وتحصيله بما
هو معنى فيه والموصول معناه امـر مبهـم عند السامع يتعين عنـده بمعنى فيه [
الثامن ] الفعل والحرف يشتركان فى انهما يدلان على معنى باعتبار كونه
ثابتا للغير ومن هذه الجهة لايثبت له الغير فامتنع الخبر عنهما
(قوله
السابع الموصول عكس الحرف) اى له خصوصية بعكس خصوصية الحرف اهـ شيخنا
(قوله فان الحرف يدل على معنى فى غيره) والمراد بالغير المتعلق اعنى العامل
والمجرور اهـ الدسوقى اى حاصلا فى متعلقه اى بمعنى انه لايحصل فى الذهن
ولا فى الخارج بنفسه بل يتحـقق بانضـمام المتعلق اليه اهـ شرح (قوله
وتحصيله بما) اى بذلك الغير اهـ شرح (قوله هو) اى معنى الحرف اهـ شرح (قوله
معنى فيه) اى وصف له اهـ شيخنا (قوله والموصول معناه امر مبهم عند السامع)
اى واما عند الواضع فهو غير مبهم لانه وضعه للجزئيات المعينة اهـ الدسوقى
(قوله يتعين عنده بمعنى) اى بمفهوم الصلة الذى هو معنى (قوله فيه) اى فى
الموصول اهـ شرح فالصلة توضح الابهام الذى فى الموصول لان مضمونها معنى
حاصل فى الموصول ووصف قائم به اهـ الدسوقى (قوله الثامن الفعل والحرف
يشتركان) ال فيهما للاستغراق اى كل فعل وحرف لاللجنس اذ لا اشتراك بين
حقيقتيهما اهـ الدسوقى (قوله فى انهما يدلان على معنى باعتبار كونه ثابتا
للغير) اى معرفا لحال الغير وذلك المعنى فى الحرف هو تمام معناه الذى هو
المعنى الجزئى كالابتداء الخاص مثلا فانه معرف لحال السير والبصرة مثلا
اعنى كون الاول مبتداء والثانى مبتداء منه وفى الفعل النسبة المخصوصة
الجزئية فانها معرفة لحال الحدث وحال فاعله من كون الاول مسندا والثانى
مسندا اليه فليس المراد بالثبوت للغير مطلق ثبوت بل المراد ما ذكرنا اهـ
الدسوقى (قوله ومن هذه الجهة) اى كون كل من مفهومى الفعل والحرف امرا غير
ثابت فى نفسه بل لغيره اهـ شرح (قوله لايثبت له الغير) اى لكل منهما اهـ
شرح (قوله فامتنع الخبر عنهما) اى لايجوز ان يكون كل منهما مخبر عنه اهـ
شيخنا
[
التاسع ] الفعل مدلوله كلى قد يتحقق فى ذوات متعددة فجاز نسبته الى خاص
منها فيخبر به دون الحـرف اذ تحصل مدلـوله بما يتحصل له فلا يتعقـل لغيره
[العاشر ] فى ضمير الغائب وفى كليته نظر فتأمل [الحادى عشر ] ذو وفوق
مفهومهما كلى لانهما بمعنى صاحب وعلو وان كانا لايستعملان الا فى جزئيين
[الثانى عشر ] لايريبك تعاور الالفاظ بعضها مكان بعض اذ المعتبر الوضع
(قوله
التاسع الفعل) والمراد بالفعل الفعل الاصطلاحى اهـ الدسوقى (قوله مدلوله)
فيه حذف مضاف اى بعض مدلوله وهو الحدث افاده الدسوقى (قوله كلى) واما
باعتبار تمام معناه وهو الحدث والزمان المعين ونسبة الى موضوع ما ففى كليته
نظر اهـ شرح (قوله قد يتحقق فى ذوات متعددة فجاز نسبته الى خاص منها) اى
من كل واحد منها اهـ شرح (قوله فيخبر به) اى بالفعل اهـ شرح (قوله دون
الحرف اذ تحصل مدلوله بما يتحصل له) اى بمتعلق يتحصل مدلول الحرف له اى
لذلك المتعلق اى لاجل تعرف حاله اهـ الدسوقى (قوله فلا يتعقل لغيره) اى فلا
يعقل ثبوته لغيره اهـ الدسوقى فلا يكون مخبرا به كما لايكون مخبرا عنه اهـ
شرح (قوله العاشر فى ضمير الغائب) خبر مقدم اهـ الدسوقى (قوله وفى كليته)
عطف عليه عطف تفسير اهـ شرح اى فى الحكم عليه بالكلية فى الجملة اى فى بعض
الاحوال وهو ما اذا كان راجعا لامر كلى اهـ الدسوقى اى باعتبار توهم وضعه
لما ذكر اهـ الحفناوى (قوله نظر) مبتداء مؤخر فتعلق النظر بضمير الغائب
انما هو من حيث كليته لا من حيث ذاته ووجه النظر ان الضمير مطلقا سواء كان
للمتكلم او للخطاب او للغائب موضوع لكل من المشخصات وضعا عاما اهـ شرح
والحق انه قد يكون كليا اى اذا كان مرجعه كليا وقد يكون جزئيا اى اذا كان
مرجعه جزئيا اهـ شرح وعلى هذا فضمير الغائب موضوع لمشخصات بوضع وللامر
الكلى بوضع فهو مشترك اهـ الدسوقى والمصنف انما عده فى التقسيم من الجزئيات
نظرا الى ان اكثر ائـمة اللغة عـدوا المضمـرات مطلقا من المعارف واعتبروا
فيها الجزئية بناء على تعريفهم المعرفة بما وضع لشيء بعينه اهـ شرح (الحادى
عشر ذو وفوق مفهومهما كلى) اى فهما داخلان فيما مدلوله كلى اهـ الدسوقى
(قوله لانهما بمعنى صاحب وعلو) اى وهما كليتان والمعتبر فى الكلية المعنى
الموضوع له اهـ الدسوقى (قوله وان كانا لايستعملان الا فى جزئيين) اى الا
فى معنيين جزئيين اهـ الدسوقى اى اضافيين اللذين قديكونا جزئيين حقيقيين
وقد يكونان كليين ايضا اهـ شرح ومثال استعمالهما فى الجزئيين الاضافيين
اللذين هما جزئيان حقيقيان نحو زيد ذو نطق وزيد فوق السطح لان زيدا المتصف
بالنطق والعلو على السطح جزئي اضافى لاندراجه تحت الانسان وهو فى ذاته جزئى
حقيقى ومثال استعمالهما فى الجزئيين الاضافيين اللذين هما كليان نحو
الانسان ذو نطق والانسان فوق الارض لان صاحب النطق اخص من مطلق صاحب والعلو
فوق الارض اخص من مطلق علو وصاحب النطق والمستعلى على الارض هو الانسان
وهو جزئى اضافى لاندراجه تحت الحيوان وهو فى ذاته كلى والحاصل انهما
لايكونان جزئيين بحسب الوضع بل بحسب الاستعمال اهـ الدسوقى فظهرت التفرقة
بينهما وبين الحرف اذ معنى الحرف جزئى مشخص اهـ شرح (الثانى عشر لايريبك)
اى لايوقعك فى ريبة وشك اهـ شرح (قوله تعاور الالفاظ بعضها مكان بعض) اى
وقوع بعضها موقع بعض اهـ الدسوقى فاذا قلت مثلا جاءنى ذو مال واردت به زيدا
فيحتمل ان يتوهم انه جزئى لاستعماله فى الجزئى اهـ شرح (قوله اذ المعتبر
الوضع) اى ان المعتبر فى الالفاظ حال الوضع والموضوع له فى ذو امر كلى وان
استعمل ههنا فى مشخص فلا يكون جزئيا بخلاف زيد فانه جزئى لوضعه لذلك المشخص
اهـ شرح
No comments:
Post a Comment