Wednesday, June 17, 2015

خلاصة المقولات

No comments:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين (اما بعد) فيقول كثير المساوى مفتاح بن مأمون بن عبد الله المرتى غفرالله لهم ولوالديهم ومشايخهم وأحبائهم آمين
هذه رسالة في المقولات العشر جمعتها للقاصرين أمثالى تبصرة ولعلها تكون للمنتهين من الأفاضل تذكرة وليس لى في ذلك إلا مجرد النقل من كتب العلماء الأعلام ومن تقريرات المشايخ الكرام فما كان فيها من صواب فمنسوب إلى هؤلاء وما كان من عيب أو خطإ فمن ذهني الكليل والمرجو ممن اطلع عليها بعين الإنصاف أن يصلح ما هو متعين الخطإ إلى ما هو الحق والصواب بعد التحقق والثبات ويعذرني في ذلك إذ هي بضاعة الفقير الضعيف والله أسأل وبنبيه الكريم أتوسل أن ينفع بها النفع العميم كما نفع بأصولها آمين
المقولات
(المقولات) جمع مقولة وهي في الاصل كل ماهية تقال أي تحمل فان القول عندهم معناه الحمل أي الاخبار والمراد بها هنا الاجناس العالية للموجودات الممكنة فاذا قيل مثلا زيد من أي مقولة معناه يندرج تحت أي جنس من الاجناس العالية وجوابه من مقولة الجوهر واذا قيل  البياض من أي مقولة بمعنى يندرج تحت أي جنس من الاجناس العالية وجوابه من مقولة الكيف وهكذا فلا يندرج شئ من واجب الوجود تعالى وتقدس تحت واحدة منها اهـ عطار فلا يقال الواجب او ذات الله تعالى او قدرته او علمه من مقولة الجوهر او الكيف كما لايقال البياض المعدوم مثلا من مقولة الكيف لان المقولة اسم للجنس العالى الموجود اهـ مخلوف
والمقولات عند جمهور الحكماء عشر وهى الجـوهر والكم والكيف والاضافة والمتى  والاين والوضـــع والملك والفعل والانفعـال كما قال عطار
ان المقولات لدى الجمهور   عشر حوت لسائر الامور 
وقد نظمها بعضهم بقوله  
عـــد المقـولات فى عشر سأنظـمها   
                                   فى بيت شعرعـلا فى رتبة فغـلا  
الجـوهر الكم كيف والمضاف متى
 
                                   اين ووضـــع له ان ينفعـل فعـــــلا
واشار بعضهم لامثلتها بقوله
زيد الطويل الازرق ابن مالك   في بيته بالأمس كان متكى
بيـــده غصــن لواه فالتــــوى    فهــذه عشــر مقــولات سـوا
وجعلها بعضهم اربعة الجوهر والكم والكيف والنسبة ويندرج تحتها بقية الاعراض النسبية التى اولها الاضافة وآخرها الانفعال وجعلها بعضهم مقولتين الجوهر والعرض فالجوهر مقولة واحدة والعرض تسع مقولات
وأما المتكلمون فقد حصروا الموجودات الحادثة فى الجوهر والعرض والعرض هو الكيف فقط واما الكم والاضافات والنسب فليست عندهم من العرض لان العرض موجود فى الخارج وهذه ليست كذلك اهـ شرح التلخيص والى ما ذكرنا أشار الناظم بقوله :
ان المقولات لديهــم تحصــــر    في عشر وهى عرض وجوهـر
مقولة الجوهر
(الجوهر) موجود ممكن قام بنفسه أي لا يحتاج الى محل يقومه إما أن لا يحتاج الى محل أصلا كالصورة أو يحتاج الى محل لكنه لا يقومه كالصورة فإنها وإن كانت محتاجة الى محل وهو الهيولى لكن ذلك المحل ليس مقوما لها كما فى محل العرض
واقسام الجوهر عند الحكماء خمسة لانه ان كان محلا لجوهر آخر فهو الهيولى وان كان حالا فى جوهر آخر فهو الصورة وان كان مركبا منهما فهو الجسم وان لم يكن كذلك فان كان متعلقا بالاجسام تعلق التدبير والتصرف أي شأنه ذلك فهو النفس والا أي وان لم يكن متعلقا تعلق التدبير والتصرف بل تعلق التأثير فهو العقل اهـ السجاعي
(فائدة) ان الحلول فى اصطلاح الحكماء خاص بحلول الصورة فى الهيولى وحلول العرض فى الجسم واما حلول الجسم فى المكان فلا يسمى حلولا عندهم وقد عرفوه بانه اختصاص شئ بشئ بحيث تكون الاشارة الى احدهما عين الاشارة الى الآخر حسا بحيث لا يتمايزان فى الاشارة الحسية وقد يقال الحلول هو الاختصاص الناعت أي التعلق الخاص الذى يصير به احد المتعلقين نعتا للآخر والآخر منعوتا به كاختصاص البياض بالجسم لا الجسم بالمكان اهـ مخلوف والى ما ذكرنا أشار الناظم بقوله :
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ    ـ ـ ـ ـ والثانى بنفس دامـــا
مقولة العرض
(العرض) هو موجود ممكن قام بالغير أي ان ثبوته ووجوده بواسطة وجود الغير بحيث يتوقف وجوده على وجود الغير ومعنى القيام بالغير هو الاختصاص الناعت او التبعية فى التحيز اهـ السجاعي ومعنى الاختصاص الناعت هو ان يختص شئ بآخر اختصاصا يصير به ذلك الشئ نعتا للآخر والآخر منعوتا به كاختصاص السواد بالجسم لا كاختصاص الماء بالكوز اهـ عطار والى ما ذكرنا أشار الناظم بقوله :
فاول له وجـــــود قامــــا    بالغير ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
مقولة الكم
(الكم) هو عرض يقبل القسمة بذاته أي لا بواسطة الغير والقسمة تطلق على معنيين الوهمية وهى فرض شئ غير شئ والفعلية وهى الفصل والفك سواء كان بالقطع او بالكسر والذى من خواص الكم هى الاولى وعروضها للجسم وباقى الاعراض بواسطة اقتران الكمية بها فانك اذا تصورت شيئا منها ولم تعتبر معه عددا ولا مقدارا لا يمكن لك فرض انقسامه واما الثانية فلا يقبلها الكم اهـ عطار فالكم هو الذى يمكن لذاته ان يفرض فيه شئ غير شئ كالعدد والزمان والمقادير الثلاثة أي الخط والسطح والجسم التعليمى اهـ عطار وخرج بذاته الكيف فانه يقبل القسمة لا لذاته بل بواسطة الغير وهو الكم
والكم اما متصل واما منفصل فالاول هو الذى يمكن ان تفرض فيه اجزاء يتلاقى كل جزأين منها على حد واحد مشترك بينهما وذلك الحد المشترك ذو وضع أي قابل للاشارة الحسية واقع بين مقدارين يكون هو بعينه نهاية لاحدهما وبداية للآخر او نهاية لهما ان اعتبر ابتداؤهما من الطرف او بداية لهما أي ان اعتبر ابتداؤهما من الوسط فاذا قسم خط الى جزأين كان الحد المشترك بينهما النقطة واذا قسم السطح اليهما فالحد المشترك هو الخط واذا قسم الجسم فالمشترك هو السطح اهـ السجاعي أقول وكذا الزمان اذا قسم الى جزأين فالمشترك هو الحال اهـ والثانى مالم يكن بين اجزائه حد مشترك وهو العدد كالعشرة اذا نصفتها يكون منتهى النصف الخامس ومبدأ النصف الآخر السادس لا الخامس والا لم يكن تنصيفا والكم المتصل اما غير قار الذات أي لايجوز اجتماع اجزائه المفروضة فى الوجود وهو الزمان واما قار الذات أي يجوز اجتماع اجزائه المفروضة فى الوجود وهو المقدار فالكم المتصل اربعة واما المنفصل فهو العدد لاغير اهـ السجاعي والى ما ذكرنا أشار الناظم بقوله :
ما يقبل القسمة بالذات فكم    ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
مقولة الكيف
(الكيف) هو عرض لا يقبل القسمة بذاته أي وان قبلها بواسطة شئ آخر كالعلم بالاشياء المركبة فهو وان قبل القسمة بالنظر لمتعلقه لا لذاته
والكيف على اربعة اقسام الاولى الكيفيات المحسوسات وهى التى تكون مدركة باحدى الحواس الخمس الظاهرة وهى سائر المبصرات والمسموعات والمذوقات والمشمومات والملموسات وهى اما راسخة كحلاوة العسل وملوحة ماء البحر وحرارة النار وصفرة الذهب وتسمى انفعاليات واما غير راسخة كحمرة الخجل وصفرة الوجل وتسمى انفعـــالات والثانية الكيفيات النفسانية وهى التى تكون مختصة بذوات الانفس كالحياة والصحة والعلم والقدرة والارادة وهى اما راسخة وتسمى ملكات او غير راسخة  وتسمى احوالا والثالثة الكيفيات الكمـية وهى التى تكون مختصة بالكم اما ان يكون متصلا كالتثليث  والتربيع او منفصلا كالزوجية والفردية والرابعة الكيفيات الاستعدادية وهى القائمة بالجسم الذى يستعد بسببها لقبول اثر ما او عدمه كاللين والصلابة والى ما ذكرنا أشار الناظم بقوله :
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ     والكيف غيرقابل بها ارتســـم
مقولة الأين
(الأين) هو كون الجسم حاصلا في مكان والمراد بالجسم هنا الطبيعى لان الجسم اذا اطلق ينصرف الى الطبيعى اهـ مخلوف وهو لغة كما قال ابن دريد كل شخص مدرك وقال الازهري الجسم مجموع البدن والاعضاء من الحيوانات وقال ابو زيد الجسم الجسد فعلى قول ابن دريد يكون الجسم حيوانا وجمادا ونباتا وعلى قول الازهري يختص بالحيوان عاقلا كان او غير عاقل وعلى قول ابى زيد يختص بالحيوان العاقل وهو الانسان والملائكة والجن لان الجسد لا يقال الا للحيوان العاقل واما اصطلاحا فقال المتكلمون هو الجوهر القابل للقسمة ولو فى جهة واحدة كالخط وقال المعتزلة هو الجوهر الطويل العريض العميق وقال الحكماء هو جوهر كان مركبا من الهيولى والصورة والمكان لغة موضع كل كون الشئ وهو حصوله واما اصطلاحا فقال الحكماء هو السطح الباطن من الحاوى المماس للسطح الظاهر من المحوى وهذا مذهب ارسطاطاليس او بعد أي امتداد موجود ينفذ فيه الجسم بنفوذ بعده القائم به بحيث ينطبق أي بعد ذلك الجسم على ذلك البعد الموجود وهذا مذهب افلاطون وقال المتكلمون هو البعد الموهوم المشغول بالحسم الذى لو لم يشغله لكان خلاء
وينقسم الاين الى حقيقي ومجازي فالحقيقي هو كون الجسم حاصلا فى مكان يطابقه ككون زيد فى موضعه الذى شغله بالمماسة والمجازي هو كون الجسم حاصلا فى مكان يزيد عليه ككون زيد فى البيت والى ما ذكرنا أشار الناظم بقوله :
اين حصول الجسم فى المكــان      ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
مقولة المتى
(المتى) هو كون شئ جسما كان او غيره حاصلا في زمان وفى المصباح الزمن يجمع على ازمان والزمان يجمع على ازمنة وفى الصحاح الزمن والزمان اسم للوقت قليله وكثيره اهـ وينقسم المتى كالاين الى حقيقي ومجازي فالحقيقي هو كون شئ جسما كان او غيره حاصلا فى زمان يطابقه كصوم يوم والمجازي هو كون شئ جسما كان او غيره حاصلا فى زمان يزيد عليه كصوم رمضان الا ان الحقيقي من المتى يجوز فيه الاشتراك بأن تتصف اشياء كثيرة بالكون فى زمان معين بخلاف الأين الحقيقي والى ما ذكرنا أشار الناظم بقوله :
 ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ   متى حصول خص بالازمـــــان
مقولة الاضافة
(الاضافة) نسبة تكررت مع نسبة اخرى أي نسبة لا تعقل الا بالقياس الى نسبة اخرى لا تعقل الا بالقياس الى الاولى والمراد بالنسبة ما يتوقف تعقله على تعقل الغير فكل اضـافة نسبة ولا عكس فان النسبة وان كانت موقوفة في تعقلها على شئ آخر لا يلزم ان يكون ذلك الشئ نسبة ولا موقوفا عليها اهـ البليدي ومثال الاضافة كالأبوة فانها نسبة لا تعقل الا بالقياس الى بنوة وهى لا تعقل الا بالقياس الى ابوة وكالأخوة فانها نسبة لاتعقل الا بالقياس الى اخوة اخرى وهى لاتعقل الا بالقياس الى الاولى وكالصغر فانهه نسبة لا تعقل الا بالقياس الى الكبر وهى لا تعقل الا بالقياس الى الصغر والى ما ذكرنا أشار الناظم بقوله :
ونسـبـة تكـررت اضـــافــــة    نحـو ابوة اخــا لطــافـــــــة
مقولة الوضع
(الوضع) هو هيئة عارضة للجسم بسبب نسبة أجزاء الجسم بعضها مع بعض ونسبتها الى الامور الخارجية اهـ مخلوف أي كوقوع بعضها نحو السماء مثلا وبعضها نحو الارض اهـ السجاعي وذلك كالقيام والقعود والتربع والاستدارة وكون الشخص راكعا وساجدا اهـ البليدي والى ما ذكرنا أشار الناظم بقوله :
وضـع عروض هيئـة بنسبـــة   لجـزئه وخــارج فاثــــبــت
مقولة الملك
(الملك) هو كون الجسم بحيث يحيط بكله او ببعضه ما ينتقل بانتقاله ككون الانسان متعمما او متقمصا او متنعلا او متختما اهـ عطار ولافرق فى المحيط بين كونه طبيعيا كالإهاب للهرة مثلا او غير طبيعي كالثوب وسواء كان محيطا بكله كما مثل او ببعضه كالخاتم والعمامة
(تنبيهان:الاول) لابد فى هذه المقولة من حصول شرطين الاول الاحاطة والثانى ان ينتقل بانتقاله اما لو وجد احدهما دون الأخر فلا يكون ملكا فوضع القميص على رأسه وان كان ينتقل بانتقاله لايكون ملكا لعدم الاحاطة وكذا الحلول فى الخيمة وان كان مشتملا على الاحاطة لايكون ملكا لعدم الانتقال بانتقاله اهـ البليدي
(الثانى) بين الملك والوضع عموم وجهي يجتمعان فى الهيئة الحاصلة للانسان باعتبار جلده المحيط به اذ الجلد من جملة الاجزاء التى يتحقق الوضع بها واحاطة الجلد وانتقــاله بانتقاله تتحقق به مقولة الملك وينفرد الملك فى الهيئة الحاصلة من احاطة القميص وينفرد الوضع بالنسبة للقيام والقعود فانهما من قبيل الوضع لا الملك هكذا قيل والحق انهما متباينان اذ مفهوم الوضع اعتبر فيه نسبة الاجزاء الى بعض مع النسبة للامــور الخارجية ايضا والملك اعتبر فيه هيئة الاحاطة اهـ عطار والى ما ذكرنا أشار الناظم بقوله :
وهيئة بمــــا احاط وانتقـــــل    ملك كثــوب او اهـــــاب اشتمل
مقولة الفعل
(الفعل) تأثير شيء في غيره ما دام مؤثرا فيه كتأثيرالنار في الماء الموضوع فى الاناء على النار ما دامت النار مؤثرة فيه

مقولة الانفعال
(الانفعال) تأثر شيء عن غيره ما دام متأثرا عنه كتسخن الماء ما دامت النار مؤثرة فيه فاذا انقطع تأثير النار بأن ازيلت او اطفئت ذهبت المقولتان وسخونة الماء الباقية فيه بعد ذلك مندرجة تحت مقولة الكيف فظهر تلازم المقولتين وجودا وعدما اهـ عطار والى ما ذكرنا أشار الناظم بقوله :
أن يفعل التأثير أن ينفعــلا    تأثيره مــــا دام كل كمـــلا
والحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تمت

No comments:

http://www.piss-ktb.com/

Silahkan copy dan sebarkan code Widget Islamuna Search Engine di bawah pada blog dan website anda :
Islamuna
Islamuna Search Engine

Beranda | Qiblat | Jadwal Shalat | Almanak | Waris | Widget | Pustaka Copyright © Islamuna Network 2013.
 
back to top