بسم الله الرحمن الرحيم
ان المقولات لديهــم تحصــــر فى عشر وهىعرض وجوهـر
بسم
الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف
الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين (اما بعد) فيقول كثير
المساوى مفتاح بن مأمون بن عبد الله المرتى غفرالله لهم ولوالديهم
ومشايخهم وأحبائهم آمين هذه تقريرات للمقولات جمعتها للقاصرين أمثالى تبصرة
ولعلها تكون للمنتهين من الأفاضل تذكرة وليس لى في ذلك إلا مجرد النقل من
كتب العلماء الأعلام ومن تقريرات المشايخ الكرام فما كان فيها من صواب
فمنسوب إلى هؤلاء وما كان من عيب أو خطأ فمن ذهني الكليل والمرجو ممن اطلع
عليها بعين الإنصاف أن يصلح ما هو متعين الخطأ إلى ما هو الحق والصواب بعد
التحقق والثبات ويعذرني في ذلك إذ هي بضاعة الفقير الضعيف والله أسأل
وبنبيه الكريم أتوسل أن ينفع بها النفع العميم كما نفع بأصولها آمين وهذا
أوان الشروع (قوله بسم الله الرحمن الرحيم ) افتتح كتابه بالبسملة اقتداء
بالكتاب العزيز وامتثالا بحديث البسملة وجريا على سنن السلف الصالح اهـ
تلخيص (قوله ان المقولات) ولفظ مقولات صادق على كل ماهية تقال اى تحمل فان
القول عندهم معناه الحمل اى الاخبار والمراد بها هنا الاجناس العالية
للموجودات الممكنة فاذا قيل مثلا زيد من أي مقولة معناه يندرج تحت أي جنس
من الاجناس العالية وجوابه من مقولة الجوهر واذا قيل البياض
من أي مقولة بمعنى يندرج تحت أي جنس من الاجناس العالية وجوابه من مقولة
الكيف وهكذا فلا يندرج شئ من واجب الوجود تعالى وتقدس تحت واحدة منها اهـ
عطار فلا يقال الواجب او ذات الله تعالى او قدرته او علمه من مقولة الجوهر
او الكيف كما لايقال البياض المعدوم مثلا من مقولة الكيف لان المقولة اسم
للجنس العالى الموجود اهـ مخلوف (قوله لديهم) اى عند الحكماء اهـ الناظم
والحكماء جمع حكيم وهو العالم بفن الحكمة وهو علم باحث عن احوال الموجودات
على ما هى عليه فى نفس الامر بقدر الطاقة البشرية ولا بأس بالاشتغال
بالعلوم الحكمية لمن لطف ذهنه واستقام فهمه ومارس الكتاب والسنة واخذ
عقائده عن العلماء الراسخين الذين لهم ضلع فى علوم الشريعة الغراء وبصر
نافذ الى مراميها البعيدة ومقاصدها السامية فما وجده من تعالميها موافقا
للدين قبله وما وجده منافيا له نبذه كما انه لابأس بتدوين ونشر مايحتاج
اليه منها بين طلاب العلوم الدينية ليقفوا على آراء الفلاسفة الاقدمين فيما
هم بصدد معرفته من العقائد وما يرتبط بها ولذلك ترى كتب التوحيد العالية
مفعمة بهذه المبادى الفلسفية اهـ مخلوف (قوله وهى عرض وجوهر) فالجوهر مقولة
برأسها والعرض تسع مقولات وقد نظمها بعضهم بقوله
عـــد المقـولات فى عشر سأنظـمها -*- فى بيت شعرعـلا فى رتبة فغـلا
الجـوهر الكم كيف والمضاف متى -*- اين ووضـــع له ان ينفعـل فعـلا
واشار بعضهم لامثلتها بقوله
زيد الطويل الازرق ابن مالك -*- فى بيته بالامس كان متكى
بيـــده غصــن لواه فالتــــوى -*- فهــذه عشــر مقــولات سـوا
وجعلها
بعضهم مقولتين الجوهر والعرض وبعضهم اربعة الجوهر والكم والكيف والنسبة
ويندرج تحتها بقية الاعراض النسبية التى اولها الاضافة وآخرها الانفعال
والحصر فى العشرة هو المشهور اهـ مخلوف كماقال عطار
ان المقولات لدى الجمهور -*- عشر حوت لسائر الامور
اعلم
ان المتكلمين حصروا الموجودات الحادثة فى الجوهر والعرض والعرض هو الكيف
فقط واما الكم والاضافات والنسب فليست عندهم من العرض لان العرض موجود فى
الخارج وهذه ليست كذلك اهـ شرح التلخيص
فاول له وجـــــود قامـــــــا -*- بالغير والثانى بنفس دامـــا
(قوله
فاول) وهو العرض (قوله وجود) اى هو موجود وجودا ممكنا (قوله قام بالغير)
اى ان ثبوته ووجوده بواسطة وجود الغير بحيث يتوقف وجوده على وجود الغير اهـ
شيخنا قال الناظم ومعنى القيام بالغير هو الاختصاص الناعت او التبعية فى
التحيز اهـ شـرح ومعنى الاختصاص الناعت هو ان يختص شئ بآخر اختصاصا يصير به
ذلك الشئ نعتا للآخر والآخر منعوتا به كاختصاص السواد بالجسم لا كاختصاص
الماء بالكوز اهـ عطار (قوله والثانى) وهو الجوهـر (قوله بنفس دام) اى ثبت
بنفسه لابغيره بحلاف العرض فان ثبوته
ووجوده بواسطة وجود الغير وهو المحل اهـ عطار والمراد انه مستغن بذاته
لايحتاج الى محل يقومه اهـ شرح وقوله يقومه يخرج عنه الصورة مع انها جوهر
عندهم وهى محتاجة الى محل وهو الهيولى لكن ذلك المحل ليس مقوما كما فى محل
العرض وهو الموضوع لانه اعتبر فيه كونه مقوما للحال فيه اهـ عطار واقسام
الجوهر عند الحكماء خمسة لانه ان كان محلا لجوهر آخر فهو الهيولى وان كان
حالا فى جوهر آخر فهو الصورة وان كان مركبا منهما فهو الجسم وان لم يكن
كذلك فان كان متعلقا بالاجسام تعلق التدبير والتصرف اى شأنه ذلك فهو النفس
والا اى وان لم يكن متعلقا تعلق التدبير والتصرف بل تعلق التأثير فهو العقل
اهـ شرح اعلم ان الحلول فى
اصطلاح الحكماء خاص بحلول الصورة فى الهيولى وحلول العرض فى الجسم واما
حلول الجسم فى المكان فلا يسمى حلولا عندهم وقد عرفوه بانه اختصاص شئ بشئ
بحيث تكون الاشارة الى احدهما عين الاشارة الى الآخر حسا بحيث لا يتمايزان
فى الاشارة الحسية وقد يقال الحلول هو الاختصاص الناعت اى التعلق الخاص
الذى يصير به احد المتعلقين نعتا للآخر والآخر منعوتا به كاختصاص البياض
بالجسم لا الجسم بالمكان اهـ مخلوف
ما يقبل القسمة بالذات فكم -*- والكيف غيرقابل بها ارتســـم
(قوله
القسمة) تطلق على معنيين الوهمية وهى فرض شئ غير شئ والفعلية وهى الفصل
والفك سواء كان بالقطع او بالكسر والذى من خواص الكم هى الاولى وعروضها
للجسم وباقى الاعراض بواسطة اقتران الكمية بها فانك اذا تصورت شيئا منها
ولم تعتبر معه عددا ولا مقدارا لايمكن لك فرض انقسامه واما الثانية فلا
يقبلها الكم اهـ عطار(قوله بالذات) اى بذاته اى لا بواسطة الغير وخرج به
الكيف فانه يقبل القسمة لا لذاته بل بواسطة الغير وهو الكم اهـ شيخنا (قوله
فكم) فالكم هو الذى يمكن لذاته ان يفرض فيه شئ غير شئ كالعدد والزمان
والمقادير الثلاثة اى الخط والسطح والجسم التعليمى اهـ عطار واعلم ان الكم
اما متصل واما منفصل فالاول هو الذى يمكن ان تفرض فيه اجزاء يتلاقى كل
جزأين منها على حد واحد مشترك بينهما وذلك الحد المشترك ذو وضع اى قابل
للاشارة الحسية واقع بين مقدارين يكون هو بعينه نهاية لاحدهما وبداية للآخر
او نهاية لهما ان اعتبر ابتداؤهما من الطرف او بداية لهما اى ان اعتبر
ابتداؤهما من الوسط فاذا قسم خط الى جزأين كان الحد المشترك بينهما النقطة
واذا قسم السطح اليهما فالحد المشترك هو الخط واذا قسم الجسم فالمشترك هو
السطح اهـ الناظم وكذا الزمان اذا قسم الى جزأين فالمشترك هو الحال اهـ
شيخنا والثانى مالم يكن بين اجزائه حد مشترك وهو العدد كالعشرة اذا نصفتها
يكون منتهى النصف الخامس ومبدأ النصف الآخر السادس لا الخامس والا لم يكن
تنصيفا والكم المتصل اما غير قار الذات اى لايجوز اجتماع اجزائه المفروضة
فى الوجود وهو الزمان واما قار الذات اى يجوز اجتماع اجزائه المفروضة فى
الوجود وهو المقدار فالكم المتصل اربعة واما المنفصل فهو العدد لاغير اهـ
الناظم (قوله غير قابل) اى غير قابل لشئ اصلا قسمة او نسبة يؤخذ ذلك من حذف
المعمول المؤذن بالعموم اهـ عطار(قوله بها) اى بالذات اى لايقبل القسمة
ولا النسبة لذاته اهـ الناظم اى وان قبلهما بواسطة شئ آخر كالعلم بالاشياء
المركبة فهو وان قبل القسمة بالنظر لمتعلقه لا لذاته اهـ شيخنا (تنبيه)
الكيف على اربعة اقسام الاولى الكيفيات المحسوسات وهى التى تكون مدركة
باحدى الحواس الخمس الظاهرة وهى سائر المبصرات والمسموعات والمذوقات
والمشمومات والملموسات وهى اما راسخة كحلاوة العسل وملوحة ماء البحر وحرارة
النار وصفرة الذهب وتسمى انفعاليات واما غير راسخة كحمرة الخجل وصفرة
الوجل وتسمى انفعـــالات والثانية الكيفيات النفسانية وهى التى تكون مختصة
بذوات الانفس كالحياة والصحة والعلم والقدرة والارادة وهى اما راسخة وتسمى
ملكات او غير راسخة وتسمى احوالا والثالثة الكيفيات الكمـية وهى التى تكون مختصة بالكم اما ان يكون متصلا كالتثليث والتربيع
او منفصلا كالزوجية والفردية والرابعة الكيفيات الاستعدادية وهى القائمة
بالجسم الذى يستعد بسببها لقبول اثر ما او عدمه كاللين والصلابة
اين حصول الجسم فى المكــان -*- متى حصول خص بالازمـــــان
(قوله
الجسم) اى الطبيعى لان الجسم اذا اطلق ينصرف الى الطبيعى اهـ مخلوف وهو
لغة كما قال ابن دريد كل شخص مدرك وقال الازهرى الجسم مجموع البدن والاعضاء
من الحيوانات وقال ابو زيد الجسم الجسد فعلى قول ابن دريد يكون الجسم
حيوانا وجمادا ونباتا وعلى قول الازهرى يختص بالحيوان عاقلا كان او غير
عاقل وعلى قول ابى زيد يختص بالحيوان العاقل وهو الانسان والملائكة والجن
لان الجسد لا يقال الا للحيوان العاقل واما اصطلاحا فقال المتكلمون هو
الجوهر القابل للقسمة ولو فى جهة واحدة كالخط وقال المعتزلة هو الجوهر
الطويل العريض العميق وقال الحكماء هو جوهر كان مركبا من الهيولى والصورة
(قوله فى المكان) والمكان لغة موضع كل كون الشئ وهو حصوله واما اصطلاحا
فقال الحكماء هو السطح الباطن من الحاوى المماس للسطح الظاهر من المحوى
وهذا مذهب ارسطاطاليس او بعد اى امتداد موجود ينفذ فيه الجسم بنفوذ بعده
القائم به بحيث ينطبق اى بعد ذلك الجسم عليه اى على ذلك البعد الموجود وهذا
مذهب افلاطون وقال المتكلمون هو البعد الموهوم المشغول بالحسم الذى لو لم
يشغله لكان خلاء وينقسم الاين الى حقيقي وهو حصول الجسم فى مكان يطابقه ك
No comments:
Post a Comment